كورفيت 'STINGRAY RACER' عندما تتحول الخسارة إلي مكسب

انها احدي الجواهر التي تحتفظ بها جنرال موتورز في صندوق مجوهراتها، اسمها ستنج ريسر، والتي تم تجريبها مؤخرا علي مضمار مليفورد رول الخاص بالشركة الامريكية الاولي، واظهرت امكانيات رهيبة لا تتناسب مع عمرها الذي يقترب من نصف القرن.
فمنذ خمسين عاما قرر هارلي ايرل مؤسس ادارة التصميم في جنرال موتورز ان الشركة ينبغي ان تصنع وتروج لاول سيارة مخصصة لغرض السباقات. وعندما بدأت هذه المبادرة تثبت فشلها سارع بيك ميتشيل اشهر المصممين من عام 1958 وحتي عام 1977 باضافة لمساته العبقرية عليها حتي تواصل حياتها في عالم السباقات. و كانت النتيجة مجموعة من الموديلات الحيوية التي بدأت بكورفيت SS موديل 1957 من تصميم ايرل، إلي ستنج راي عام 1959 من تصميم ميتشيل إلي نسخة الانتاج ما بين عامي 1963 إلي 1967 باسم ستينج راي، اي اربعة اجيال متتالية تعتمد كلها علي كورفيت. والفكرة الحالية هي احياء ستنج راي، وهو المشروع الذي يقف خلفه ايد ويلبورن نائب رئيس جنرال موتورز للتصميم العالمي، والذي يهدف إلي اضافة فرع جديد لشجرة عائلة كورفيت.
في عام 1956 سجلت ثلاث سيارات كورفيت تم انتاجها علي عجل رقمين محترمين في النهائيات تضمنت فوزا في فئتها في سيبرنج، اقترح اميرل بعدها ان تعمد جنرال موتورز إلي الفوز مباشرة. وكان اقتراحه مماثلا لاقتراح شيبلي الذي اخذ سيارة جاجوار مستعملة من طراز D-type وهي التي فازت بالمركز الثالث في سباق سيبرنج، ووضعها في كورفيت V-8 والباسها لباسا متأنقا ودفعها في السباقات، ولم تكن الفكرة جيدة. وكان البديل من احد موظفي جنرال موتورز لم يمض في عمله اكثر من 3 سنوات، واقترح هذا الموظف ان يخرج إلي السباقات بنفسه علي متن سيارة كورفيت مصممة خصيصا باسم كورفيت سوبر سبورت، وهذا الموظف اسمه اركوس دانتوف. كان موضوع السباقات موضوعا حساسا اشعل حرب الاحصنة في ديترويت بين كاديلاك وكرايسلر، واستطاع اركوس ان يقتنص موافقة جي ام علي بناء سيارة واحدة وعدد قليل من الغيار.. وكان اركوس قد قاد في سباقات لومان لصالح الارد وبورشه وحلم بان يعود إلي GM. وبهذا الحلم في صدره كان تصميمه يجسد افضل تكنولوجيا في ذلك الوقت، يعتمد علي اطار  فضائي مستوحي من مرسيدس بنز 300 SL بمحرك 8 اسطوانات سعة 4600 سي سي يولد قوة تصل إلي 307 احصنة، مع اول نظام حقن وقود من GM ورأس سلندر من الالومنيوم وفرامل اسطوانية ثقيلة من كرايسلر 300 وتعليق انيق خلفي من Dion. اما قطاعات الجسم لكانت من المجنسيوم ساعدت SS علي تقليص مائة رطل من وزنها.
ولسوء الحظ وصلت SS إلي سيبرنج دون ان تقطع ميلا واحدا علي المضمار بسبب اصرار ادارة التصميم في GM.. علي تقديمها في ازهي صورة ولكن لحسن الحظ كان اركوس قد امضي 3200 كم علي نموذج هذه السيارة الاختباري قبل أن يصاب بحادث اثناء الاختبارات.. وقام السائق الشهيد خوان مانويل فانجو ومعه سترينج موس بقيادة النموذج في سيبرنج اثناء التمارين وحققا ارقاما قياسية في زمن اللفات. ورغم عيوب الفرامل وقمرة القيادة المحاطة بهواء الشكمان الساخن فان جون فيتش قاد SS في السباق الرسمي بلغة سباق واحدة حققت رقما هدد رقم فانجو الذي حققه عام 1956 مع فيراري. وقررت GM الخروج من السباق بعد 32 لفة فقط بعد حدوث فشل في التعليق.
وحدثت ظروف للسباقات وقررت جنرال موتورز اغلاق الباب امام اشتراك سياراتها في هذه الاحداث فانتقل العمل إلي ميتشيل الذي جمع مجموعة من امهر مصمميه في غرفة مغلقة لا يدخلها احد، واستغل شاسيه كورفيت Q وخرجت من هذه الغرفة السرية ستينج ريسر.
استوحي ميتشيل سيارته من نموذجين رآهما في معرض تورينو عام 1957 هما آبارث 208 سبايدر مجسم من تصميم بوانو، وسيارة من تصميم َينينفارينا هي أبارث 750 . وهكذا ظهرت ستينج ريسر بدون اية اشارة إلي كورفيت أو جنرال موتوز، ودخلت سباق ماريلاند عام 1959 بقيادة الدكتور ديك ثومبسون وانتهي خلف بورشه RSK وليستر جاجوار وكانت عيوب هذه السيارة تتركز في الفرامل التي كانت تسخن بعد مسافة ربع الميل، ورغم نجاح جاجورار مع الفرامل القرصية إلا ان GM لم تكن تحبها، ولم يستطع فريق ميتيشل ان يعالج عيوب الفرامل الاسطوانية، ولهذا لم تحقق السيارة ارقاما قياسية.

مشكور على المجهود

sponsor عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 01/09/2007

تسلم ياحودة على حماسك فى المنتدى